نمط الحياة الحديثة أجبر أغلب الناس على قضاء معظم أوقاتهم أمام الشاشات الإلكترونية؛ مما جعلهم يتعرضون لجميع مصادر الإضاءة الاصطناعية أكثر من أي وقت مضى. ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى التقدم التكنولوجي في أساليب الإضاءة الحديثة، والتطور الهائل في الأجهزة الرقمية واستخدامها لجميع الأغراض الترفيهية أو الأساسية، بالإضافة إلى ساعات العمل الطويلة واعتماد المدارس والجامعات على أساليب التعليم الحديثة باستخدام التكنولوجيا. وبالرغم من أن كل ذلك ساعد على سهولة الوصول إلى أكبر قدر من المعلومات بأقل مجهود، بالإضافة إلى ظهور العولمة وتحقيق المزيد من الثورات التكنولوجية المذهلة، إلا أن لكل ذلك وجه سلبي آخر؛ وهو ظهور العديد من المخاوف الصحية على جيل جديد من الشباب الواعد وذلك بسبب اضطراب إيقاع الساعة البيولوجية، والذي يمكن أن يؤدي بدوره إلى إضرار شديد بالعينين قد يظهر في شكل تهيج العين واحمرارها أو يصل إلى الصداع المستمر وجفاف العين المزمن.
ولأن الضوء نفسه يعتبر مؤشرًا لجذب وظائفك الحيوية بشكل طبيعي، فإن الحل البسيط والفعال يكمن في استخدام النظارات الواقية من الضوء الأزرق أو الأشعة الزرقاء الضارة – وكما يُطلق عليها أيضاً “نظارات بلو لايت” – والتي يتم استخدامها كنظارة حفظ نظر تعمل على إدارة معدل تعرضك للضوء وفلترة الأشعة الضارة التي تتعرض لها وحمايتك من الوهج الذي ينتج عن الشاشات الرقمية لدعم الإيقاعات البيولوجية الطبيعية الخاصة بك. وذلك بغض النظر عما إذا كنت تعاني من مشاكل ضعف الرؤية أم لا.
تعرف على تأثير الأشعة الزرقاء على صحة طفلك
كيف تختار نظارات الحماية من شاشة الكمبيوتر؟
من المهم أن تعرف أنه هناك الكثير من الخيارات المتعلقة بتقليل إجهاد العين عند التحديق في الشاشات، ويعود مفتاح اختيار أفضل نظارات ضد اشعة الكمبيوتر إلى عاملين أساسيين وهم لون العدسة ووظيفتها.
أولاً: كيفية اختيار لون العدسة المناسب لك
إذا أجريت بحثًا عبر الإنترنت عن “نظارات للحماية من شاشة الكمبيوتر”، ستجد مئات من الخيارات التي تتوفر عدساتها بألوان مختلفة مثل: الشفاف أو الأصفر أو البرتقالي أو الأحمر. وفي الواقع، اختيار أي لون منهم لا يجب أن يعتمد على ذوقك الخاص أو يكون الهدف منه مواكبة الموضة الحديثة بل إن كل لون له تأثير مختلف يحدد مقدار الضوء غير المرغوب فيه الذي تمنعه نظاراتك.
- العدسات الشفافة: تمنع تلك العدسات حتى 40٪ من نسبة الأشعة الزرقاء؛ مما يجعلها مثالية لتخفيف إجهاد العين الرقمي وتحسين الطاقة والتركيز خلال النهار، وفي الوقت نفسه هي مفيدة للأشخاص الذين يحتاجون إلى الحفاظ على رؤية الألوان الحقيقية بشكل واضح على الشاشات لمراعاة تأدية عملهم بجودة عالية.
- العدسات الصفراء: تحجب تلك العدسات حتى 75٪ من نسبة الأشعة الزرقاء، فهي مثل العدسات الشفافة في الغرض منها إلا أنها تعتبر وظيفية بشكل أكبر لأنها تقريبًا تحجب معظم الضوء غير المرغوب فيه. ولاحظ أن العدسات الصفراء لا تمنع 100٪ من الضوء الأزرق مما يجعلها مثالية في أغلب الحالات لأن ليست جميع الأشعة الزرقاء مضرة بل إن جسمك يستفاد من نفاذ بعض من تلك الأشعة خلال النهار ليظل يقظًا ونشطًا.
- العدسات البرتقالية: عادةً ما تمنع تلك العدسات نسبة 98-99٪ من الأشعة الزرقاء الناتجة عن الشاشات الرقمية. ومن المحتمل أن تكون هذه العدسات الملونة من أكثر الأنواع شيوعًا، ومع ذلك، فهي ليست فعالة كما يعتقد البعض. وذلك لأنها تحجب أكثر مما ينبغي من الضوء الأزرق خلال فترة النهار وأقل مما يكفي من الضوء غير المرغوب فيه خلال الليل، ويشمل ذلك الأشعة الخضراء والبنفسجية في حين أنك فعلياً بحاجة إلى كميات مختلفة من الضوء الأزرق خلال فترة النهار ولا تحتاج إلى أي أشعة رقمية فترة الليل وذلك للحفاظ على وظائفك البيولوجية بشكل سليم.
- العدسات الحمراء: يمكن للعدسات الحمراء حجب ما يصل إلى 100٪ من الضوء الأزرق والأخضر والبنفسجي. وتعتبر تلك العدسات هي الخيار الأكثر فعالية للاستخدام أثناء الساعات التي تسبق وقت النوم. وذلك لأنها تخلق تأثيرًا مشابهًا للألوان الدافئة التي تنبعث في السماء ليلاً عندما تغيب الشمس تماماً وذلك عن طريق تعتيم الأضواء بشكل كامل، وهو أمر هام بشكل خاص بالنسبة للأفراد الذين يعملون بنوبات متأخرة أو لهؤلاء الذين يستخدمون الهاتف الذكي في الساعات التي تسبق النوم. وبشكل هام، ليست كل العدسات الحمراء متشابهة، فلتختار الأمثل، أنت بحاجة إلى العثور على العدسات التي تحجب أكبر قدر ممكن من الضوء الأزرق والأخضر والبنفسجي حيث ثبت أن التعرض لكل تلك الأشعة يؤثر على جودة نومك.
ثانياً: اختيار نظارات حفظ النظر تليق بنمط حياتك
عادةً ما نوصي باختيار نظارة حفظ النظر مخصصة لفترة النهار وأخرى لفترة الليل نظراً إلى أن احتياجات جسمك تختلف على مدار اليوم – كما شرحنا سابقاً -، ولكن بشكل عام، نمط حياتك وطبيعة مهنتك يمكن أن يحدد أولوياتك بشكل أفضل.
نظارة بلو لايت لفترة النهار:
من الطبيعي أنك تقضي فترة نهارك بين الشغل وبين ممارسة الأنشطة المختلفة لذلك يعتبر من أهم عوامل اختيار نظارة للكمبيوتر تقي من الضوء الأزرق هو ملاءمتها مع أسلوب حياتك الشخصي وتوافقها مع تلك الأنشطة.
- على سبيل المثال، إذا كانت طبيعة عملك تعتمد على وجوب رؤية الألوان الحقيقية على الشاشات الرقمية (مثل التصوير أو التصميم أو ما غير ذلك)، فقد تكون بحاجة إلى نظارات بلو لايت شفافة.
- على الجانب الآخر، إذا كنت بحاجة إلى الحد الأقصى الممكن من حجب الأشعة الضارة لأنك تتعرض للإضاءة الاصطناعية لفترات طويلة من الوقت (مثل العاملين في الوظائف الإلكترونية)، فقد تجد أن أولوياتك تتناسب مع العدسات الصفراء بشكل أكبر.
نظارة بلو لايت لفترة الليل:
جميعنا بحاجة إلى الاستفادة من النوم بشكل أفضل؛ لذلك سواء كنت طالب أو رب أسرة أو موظف أو غيره، إن المفتاح الأمثل لاختيار نظارة مناسبة لك تحميك من الأشعة الزرقاء هو العثور على النوع الذي يسمح لك بالتعايش في انسجام مع وسائل التكنولوجيا المحيطة بك مع تعزيز نومك بشكل أفضل ليلاً حتى تتمتع بصحة أفضل وتقوم بتأدية جميع مهامك في اليوم التالي على أكمل وجه.
ولكن حتى تعثر على أفضل النظارات ضد اشعة الكمبيوتر بالنسبة لك، فأنت لا تزال بحاجة إلى تحديد روتينك الليلي على النحو التالي:
- إذا كنت تحبذ أن تغفو بأسرع وقت ممكن، فأنت في الأرجح تحتاج إلى الاستثمار في زوج من النظارات يحجب 100٪ من الضوء الأزرق والأخضر والبنفسجي غير المرغوب فيه. ومن الأفضل أن يكون إطار النظارة كبير أو يغطي عينك بشكل كامل لحجب جميع زوايا الضوء التي يمكن أن تدخل عينيك وتبقيك مستيقظًا.
- أما إذا كنت بحاجة للسهر إلى ساعات متأخرة من الليل، فيمكنك أن تستخدم إطارات بديلة بتقنية عدسات تمنع 90 إلى 98٪ على الأقل من الضوء الأزرق والأخضر والبنفسجي غير المرغوب فيه.
وأخيراً، بعد أن تعرفت على جميع عوامل الاختيار الأساسية، أنت على بعد خطوة واحدة من شراء نظارة بلو لايت جديدة، كل ما عليك فعله، هو تفقد مجموعة نظارات الحماية من الأشعة الزرقاء المتوفرة على موقع أيوا وستجد أن سعر نظارات حفظ النظر يتناسب مع ميزانيتك بحيث يبدأ من 239 درهم إماراتي أو ريال سعودي فقط للأطفال ويصل إلى 399 درهم إماراتي أو ريال سعودي للموديلات الرجالية والنسائية.
